24 June, 2012

سلمان وليا للعهد


حسين شبكشي

سلمان وليا للعهد
كما كان متوقعا اختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولي عهده الجديد الأمير سلمان بن عبد العزيز، وهو اختيار مريح ومقبول وانتظره الجميع؛ فالأمير سلمان بن عبد العزيز رجل دولة بامتياز يتجاوز بشخصه وقامته المناصب التي تبوأها خلال حياته المهنية الحافلة، وهي سيرة باتت معروفة للكثيرين.
ولعل المحطة الأبرز في حياة الرجل هي توليه إمارة الرياض وقيامه بتطوير كبير في المدينة وتحويلها لعاصمة عصرية كبيرة تخدم ساكنيها وزائريها بخدمات وتجهيزات متطورة تلبي كل الاحتياجات حتى بات هذا النموذج هو المثال الأكثر إعجابا في الإدارة المحلية بالسعودية. وللرجل بصماته المعروفة في الكثير من الشؤون العامة للبلاد التي كان يتابعها بشكل شخصي ويهتم بتفاصيلها حتى يتم إنجازها بشكل كامل وسليم، وكذلك الأمر بالنسبة للملف الاجتماعي، فالرجل لديه القدرة الاستثنائية على التواصل والمتابعة والاهتمام، مع الصغير والكبير، في القرى والمدن والحضر والهجر حتى كوّن لدى الناس شخصية رجل الدولة بامتياز. واهتمامه وشغفه بتطوير العناصر والوسائل الإدارية معروف، وقد شهدت كل الإدارات والمؤسسات والهيئات التي كانت تخضع لإدارته وقيادته وإشرافه على تبنيه للنهج التطويري المنشود، وتتحدث النتائج عن نفسها بعد ذلك.
واهتم الأمير سلمان بتأصيل التاريخ الوطني للسعودية، فكون أكثر من مركز بحثي في مناطق مختلفة في السعودية، الغاية والغرض الأساسي منها تجميع الذاكرة التراكمية للتاريخ السعودي سواء بشواهد الأحياء أو الوثائق المتواترة، وغير ذلك من أدوات التوثيق التي يمكن الاعتماد عليها.
عرف عن الأمير سلمان بن عبد العزيز انضباطه والتزامه ودقته وحزمه وحرصه على الاطلاع والاهتمام بالتفاصيل حتى تتكون لديه الصورة الكاملة قبل إطلاق حكمه أو إعطاء رأيه أو تكوين قراره.
السعودية باختيارها الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد اختارت الاستقرار والاستمرار والضمانة، وهو نهج سياسي سعودي بات معروفا ومتوقعا ومطمئنا مما يعني تواصل الأهداف ذاتها والنهج نفسه والخط العام كما هو، وهي مسألة مهمة لطمأنة المجتمع السعودي، وكذلك المجتمع الدولي الذي يشكل الاقتصاد السعودي ثقلا ولاعبا مؤثرا فيه فيكون بذلك يرسل رسالة طمأنة وتأكيد وتعزيز مطلوبة في ظل منطقة تشهد اضطرابات بأشكال مختلفة.
الأمير سلمان الذي تبوأ منذ فترة غير قصيرة منصب وزير الدفاع، وهو المنصب المهم والحساس، بدأ في السعي الدؤوب لإحداث مساع وخطط تطويرية للقطاعات العسكرية المختلفة، وبدأ في زيارات دولية مهمة لتعزيز العلاقات واستغلال مكانة الرجل المميز في المجتمع الدولي خلال المنصب الجديد، وهي مسألة بدأت تعطي ثمارها ونتائجها بالتدريج.
ولي العهد السعودي رجل مثقف وقارئ ومطلع ومتابع، وحصيلة خبرة تراكمية، سواء كانت المهنية أو المعلوماتية، وهي مسألة جديرة بالاحترام، ولا يمكن الاستهانة بها أبدا، وستكون عاملا جوهريا يضاف بشكل نوعي إلى أهمية المنصب ودوره وأهدافه.
ولاية العهد منصب حيوي جدا في الدولة السعودية، ويتطلع السعوديون دائما في الرجل الذي يشغل المنصب أن يكون قديرا وجديرا بحمل الأمانة ومواصلة النهج، والأمير سلمان بن عبد العزيز له رصيد شعبي عام لدى قطاعات عريضة من السعوديين يجعل من هذا الاختيار مصدر فرحة ورضا وطمأنينة.
نسأل الله أن يوفق ولي العهد السعودي الأمير سلمان ويبارك له في مهمته الجديدة.. وهو جدير بها ويستحقها.
hussein@asharqalawsat.com

http://samotalis.blogspot.com/

No comments: