04 July, 2011

الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يتركه الله

خطبة الجمعة - الخطبة 1188: خ 1- الظلم ظلمات يوم القيامة، خ2 - الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يتركه الله
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2011-07-01
مد راتب النابلسي بتاريخ: 2011-07-01
بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:

 الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي، ولا اعتصامي، ولا توكلي إلا على الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أنواع الظلم :

1 ـ ظلم الإنسان لربه :

 أيها الأخوة الكرام، موضوع هذه الخطبة الظلم ظلمات يوم القيامة ، وهو أنواع ثلاثة : النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بأن يكفر بالله تعالى، وفي القرآن الكريم:

﴿ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾

[ سورة البقرة: 254]

 ويكون بإنكار وجوده أو بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل:

﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾

[ سورة لقمان: 13]

 هذا النوع الأول.

2 ـ ظلم الإنسان نفسه :

 أما النوع الثاني فظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات، وترك الواجبات، واقتراف الذنوب والسيئات، قال عز وجل:

﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾

[ سورة النحل: 188]

3 ـ ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومن مخلوقاته :

 النوع الثالث:ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته ، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل ، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء ، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. ويقع في رأس الظلم سفك دم إنسان بريء ... بغير حق ، يقول أحد العلماء : ما من قطرة دم تراق في الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا ويتحملها إنسان يوم الحساب يوم يقوم الناس لرب العالمين ، إلا دم المقتول بحد فيتحمل الله دمه .
 أيها الأخوة الكرام، يقول أحد العلماء: "ما من قطرة دم تراق في الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا ويتحملها إنسان يوم القيامة". لذلك ورد أن المسلم يظل بخير ما لم يسفك دماً، وهذا كلام موجه لكل الأطراف من دون استثناء.

No comments: